学生グループ

الشراكة بين القطاع الحكومي والخاص في تنظيف المساجد

تُعدّ الشراكة بين القطاع الحكومي والخاص (PPP) واحدة من الركائز الأساسية التي تعزز كفاءة إدارة المرافق العامة في المملكة العربية السعودية، ومن بين أبرز مجالات هذه الشراكة: خدمات تنظيف المساجد. ففي ظل ازدياد عدد المساجد، وتنوّع تصاميمها، وتعقيد التحديات المناخية، لم يعد بالإمكان الاعتماد على النموذج التقليدي وحده. بل بات من الضروري دمج الخبرة المؤسسية للقطاع الخاص مع الإشراف التنظيمي للجهات الحكومية لضمان نظافة مستدامة تليق ببيوت الله.

في هذا السياق، تلعب وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد دورًا محوريًّا من خلال وضع بروتوكولات صارمة للنظافة، وإصدار تعميمات دورية تشمل تعقيم دورات المياه، وغسيل السجاد، ومعالجة الجراثيم، خاصة في المواسم الدينية. كما تُلزم الوزارة القائمين على المساجد بالتعاقد مع شركات معتمدة ومرخصة تستخدم مواد آمنة ومعتمدة من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس (SASO). هذه المتطلبات تخلق بيئة تنافسية شفافة، تدفع الشركات إلى رفع معايير الجودة، واعتماد تقنيات حديثة، وتدريب كوادرها على فقه التطهير.

في الرياض، تُطبّق هذه الشراكة بنموذج متطور، حيث تُبرم عقود صيانة ونظافة رسمية مع شركات متخصصة لتغطية مئات المساجد في الأحياء المختلفة. وتكمن القوة هنا في التكامل: فالجهة الحكومية تُحدّد المعايير وتراقب الأداء، بينما يُنفّذ القطاع الخاص الخدمة بكفاءة واحترافية. ومن أبرز الجهات التي تُجسّد هذا النموذج في العاصمة هي شركة تنظيف مساجد بالرياض ، التي تمتلك سجلًا حافلًا في تنفيذ عقود معتمدة، وتُقدّم تقارير مصورة قبل وبعد التنظيف، وتُجري زيارات متابعة دورية، كل ذلك وفق بروتوكولات الوزارة، مع استخدام ماكينات البخار الإيطالية ومنظفات عديمة الرائحة مصرح بها من وزارة الصحة.

أما في الدمام، فتُظهر التجربة أن الشراكة لا تقتصر على التنفيذ، بل تمتد لتشمل الابتكار في الحلول. فبسبب المناخ الساحلي، طوّرت شركات التنظيف المحلية تقنيات خاصة لإزالة الأملاح من الواجهات، ومعالجة السجاد ضد العفن، وتعقيم الهواء بالأوزون — كل ذلك بالتنسيق مع لجان المساجد التابعة للوزارة. وتشير تقارير جمعية المساجد السعودية إلى أن المساجد المشمولة بعقود شراكة رسمية تحقق أعلى مستويات النظافة بنسبة 65% مقارنةً بالمساجد التي تعتمد على حلول غير منظمة. وفي هذا المجال، تُعدّ شركة تنظيف مساجد بالدمام نموذجًا يُحتذى به، حيث تُقدّم باقات مخصصة تشمل التنظيف اليومي، الأسبوعي، والموسمي، مع ضمان شامل، ودعم فني على مدار الساعة، كل ذلك ضمن إطار تعاقد رسمي يضمن الشفافية والمساءلة.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الشراكة لا تخدم فقط الجودة التشغيلية، بل تُعزّز أيضًا الاستدامة المالية. فبدلًا من تحميل الميزانية الحكومية أعباء تشغيلية متكررة، تُوزّع التكاليف على مدار العام عبر عقود مدروسة، مع إمكانية ربط الأداء بالنتائج (مثل رضا المصلين أو نتائج التفتيش). كما أن القطاع الخاص يتحمل تكاليف تحديث المعدات، مما يخفف العبء على الدولة.